💡 متلازمة إعادة التغذية (Refeeding Syndrome) – خطر خفي بعد الجوع
ما هي متلازمة إعادة التغذية؟
متلازمة إعادة التغذية هي حالة طبية خطيرة تحدث عندما يبدأ الجسم في استقبال الغذاء مرة أخرى بعد فترة طويلة من الصيام أو سوء التغذية الحاد. قد تبدو عودة التغذية أمرًا بديهيًا وآمنًا، لكن في بعض الحالات، هذه الخطوة يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات مهددة للحياة.
⚠️ كيف تحدث هذه المتلازمة؟
عندما يتعرض الجسم للجوع أو الصيام لفترة طويلة، يدخل في "وضع الحفاظ على الطاقة"، حيث يقلل من استهلاك السكر والطاقة، ويعتمد على الدهون والبروتينات للحصول على الوقود.
عند استئناف التغذية (خصوصًا إذا كانت غنية بالكربوهيدرات)، يرتفع مستوى الإنسولين فجأة، مما يسبب انتقال مفاجئ لبعض العناصر الأساسية مثل:
-
الفوسفات
-
المغنيسيوم
-
البوتاسيوم
من الدم إلى داخل الخلايا، مما يؤدي إلى نقص حاد في هذه العناصر في الدم، وقد يؤدي ذلك إلى اضطرابات خطيرة في القلب، والجهاز التنفسي، والأعصاب.
🧪 الأعراض والعلامات
-
التعب الشديد
-
ضعف العضلات
-
اضطراب نظم القلب
-
انخفاض ضغط الدم
-
صعوبة في التنفس
-
النوبات العصبية أو الغيبوبة (في الحالات المتقدمة)
👥 من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة؟
-
مرضى اضطرابات الأكل (مثل فقدان الشهية العصبي)
-
المرضى الذين خضعوا لصيام طويل أو صوم قسري
-
اللاجئين أو ضحايا المجاعات
-
مرضى السرطان أو الإيدز في مراحل متقدمة
-
كبار السن الذين يعانون من سوء تغذية
-
المرضى في العناية المركزة الذين لم يتلقوا تغذية لفترة
🛡️ كيف يمكن الوقاية منها؟
-
تقييم الحالة الغذائية للمريض قبل بدء التغذية.
-
البدء بتغذية تدريجية بطيئة، خاصة في الأيام الأولى.
-
مراقبة مستويات الفوسفات، البوتاسيوم، والمغنيسيوم باستمرار.
-
إعطاء مكملات غذائية (خصوصًا الثيامين – فيتامين B1) قبل بدء التغذية.
-
العمل تحت إشراف طبي متخصص في التغذية والعناية المركزة.
🩺 العلاج
عند ظهور علامات المتلازمة، يجب:
-
إيقاف التغذية مؤقتًا أو تقليلها.
-
تعويض العناصر الناقصة في الدم.
-
مراقبة القلب والتنفس عن قرب.
-
إعطاء السوائل والأدوية حسب الحاجة.
✍️ خلاصة
متلازمة إعادة التغذية هي حالة يمكن تفاديها لكنها قد تكون قاتلة إن أُهملت. الفكرة الأساسية هي أن الجوع المزمن يجعل الجسم هشًا جدًا، وأي تغذية مفاجئة قد تربكه بدل أن تنقذه. لذا، التعامل مع سوء التغذية يجب أن يكون علميًا، تدريجيًا، وتحت إشراف طبي.